أصبح الإنضمام إلى قائمة فوربس 400 لأغنى الأشخاص في أميركا أصعب من العام الماضي، إذ ارتفع صافي قيمة الثروة المطلوبة لدخول القائمة ليصل إلى 2.9 مليار دولار، مسجلا بذلك مستوى قياسي حيث ارتفع بنحو 200 مليون دولار عن عام 2022.
24 ثريًا غادروا القائمة
أدى ارتفاع الحد الأدنى لصافي الثروة إلى مغادرة 24 ثريًا قائمة هذا العام، حيث لم يحققوا أداءً جيدًا مقارنة بالعام السابق.
انخفض صافي ثروات الـ 24 ثريًا الذين غادروا قائمة هذا العام، مقارنة بالعام الماضي، وتراوحت الخسائر ما بين المليارات أو حتى عشرات المليارات من الدولارات.
والجدير بالملاحظة هو أن نصف إجمالي الانخفاض البالغ 43 مليار دولار في ثروات هؤلاء الأشخاص يعزى إلى شخصين فقط: سام بانكمان فرايد، وغاري وانغ.
في الخريف الماضي، انهارت كل من شركة Alameda Research، وبورصة العملات المشفرة FTX، وواجه مؤسسي الشركتين اتهامات بالاحتيال الإلكتروني، وغسيل الأموال، وتمويل الحملات الانتخابية.
يتعاون وانغ، الذي أقر بأنه مذنب في عدة تهم في ديمسبر/ كانون الأول، الآن مع المدعين العاملين ضد بانكمان فرايد الذي نفى هذه الاتهامات.
بلغ صافي ثروة بانكمان فرايد نحو 17.2 مليار دولار في قائمة فوربس 400 لعام 2022، والتي صدرت قبل الانهيار الكبير الذي تعرض له، فيما بلغ صافي ثروة وانغ نحو 4.6 مليار دولار.
الآن، من المحتمل أن تكون ثروتهما مجتمعة أقل بكثير من مليار دولار.
أبرز المغادرين لقائمة فوربس 400 هذا العام
لا يعد بانكمان فرايد ووانغ الاسمين البارزين فقط الذين غادروا قائمة فوربس 400 هذا العام، لقد لحق بهم ترامب الذي حافظ على وجوده في القائمة خلال العقود الثلاثة الماضية، على الرغم من أنه شهد عامين متقلبين منذ مغادرته البيت الأبيض.
لم يكن ترامب موجود في قائمة عام 2021، لكنه عاد إليها العام الماضي في ظل تفاؤل المستثمرين بمنصة وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة به “Truth Social”.
بدأ هذا الحماس يتراجع مع مواجهة محفظته العقارية صعوبات أيضًا، ما أدى إلى انخفاض ثروته بنسبه 19%، من 3.2 مليار دولار في العام الماضي إلى نحو 2.6 مليار دولار اليوم، أي أقل بالحد الأدنى المطلوب لدخول القائمة بنحو 300 مليون دولار.
كان من بين أبرز المغادرين لقائمة هذا العام كل من المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة الألعاب الاجتماعية Roblox، ديفيد بازوكي، الذي يبلغ صافي ثروته ملياري دولار، وأول رئيس لفيسبوك، شين باركر، الذي يبلغ صافي ثروته 2.8 مليار دولار، فضلا عن مؤسسي سناب شات، ايفان شبيغل وبوبي ميرفي، اللذان يبلع صافي ثروتهم 2.6 مليار دولار، و2.2 مليار دولار على التوالي.
أسس كل من شبيغل وميرفي الشركة عندما كانا زميلين في جامعة ستانفورد، وانضما إلى قائمة فوربس 400 لأول مرة في عام 2015 في سن الـ 25 والـ 27 على التوالي، وظلوا لسنوات من بين أصغر الأعضاء في القائمة.
توزعت خسائر المليارديرات في مختلف القطاعات، على عكس ما حدث في عام 2022، عندما تعرض مليارديرات التكنولوجيا لخسائر كبيرة في ثرواتهم بسبب الانخفاض العام في أسعار أسهم شركات التكنولوجيا.
بجانب بانكمان فرايد ووانغ، لم يتمكن ثلاث أقطاب آخرين في الإنضمام إلى القائمة ، بما في ذلك مديرو صناديق التحوط ستيفن مانديل، وسكوت شليفر، اللذان يبلغ صافي ثروة كل منهما 2.5 مليار دولار، بالإضافة إلى قطب البنوك والعقارات، برنارد فرانسيس ساول الثاني، الذي يبلغ صافي ثروته 2.6 مليار دولار.
وفاة 6 مليارديرات
لم يتمكن مليارديرات آخرون من الانضمام إلى القائمة، بما في ذلك ورثة شركة مستحضرات التجميل إستي لودر: ويليام لودر، الذي يبلغ صافي ثروته 2.3 مليار دولار، وإيرين لودر، التي يبلغ صافي ثروتها 2.2 مليار دولار، بالإضافة إلى باربارا تايسون من شركة تايسون فودز، والتي يبلغ صافي ثروتها ملياري دولار، وكينيث فيلد بصافي ثروة يبلغ 2.7 مليار دولار، والذي تتولى شركته Feld Entertainment إدارة وتشغيل سيرك Ringling Bros. and Barnum & Bailey، وفعاليات العروض المباشرة، بما في ذلك Disney on Ice، وMonster Jam.
بالإضافة إلى الـ 24 ثريًا الذين غادروا القائمة، انضم إليهم 6 مليارديرات آخرين بسبب وفاتهم، بما في ذلك أحد المستثمرين الأوائل في شركة بيركشاير هاثاواي، ديفيد جوتسمان، ومالك شركة معالجة وتوريد اللحوم OSI Group، شيلدون لافين، ومؤسس صناديق الاستثمار العقاري الحديثة، سام زيل، والمؤسس المشارك لسلسلة المتاجر Love’s Travel Stops & Country Stores، توم لوف، والمطور العقاري في واشنطن العاصمةـ تيد ليرنر، ومؤسس إنتل، غوردون مور.
فيما يلي لمحة عن بعض المليارديرات الذين غادروا قائمة هذا العام (صافي ثرواتهم حتى 8 سبتمبر/ أيلول 2023):
سام بانكمان فرايد
صافي الثروة: أقل من مليار دولار، انخفاضا من 17.2 مليار دولار في قائمة فوربس 400 لعام 2022
مصدر الثروة: العملات المشفرة
شارك بانكمان فرايد في تأسيس بورصة العملات المشفرة FTX جنبًا إلى جنب مع وانغ، الذي غادر القائمة أيضًا، قبل أن تنهار شركتهم في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022. بدأ العملاء في مغادرة البورصة بعد أن أوضح تقرير Coindesk أن الشركة تعتمد بشكل كبير على شركة أخرى في إدارة أعمالها، وهي شركة التداول Alameda Research، ما دفع FTX إلى تقديم طلب للإفلاس.
وفي ديسمبر/ كانون الأول، وجه المدعون اتهامات إلى بانكمان فرايد، بما في ذلك الاحتيال الإلكتروني، وغسيل الأموال، والتي نفاها جميعا.
خسر بانكمان فرايد أكثر من 17 مليار دولار خلال أيام من انهيار FTX.
إيفان شبيغل
صافي الثروة: 2.6 مليار دولار، انخفاضا من 2.8 مليار دولار
مصدر الثروة: سناب شات
أصبح شبيغل مليارديرًا في سن الـ24 وانضم إلى قائمة فوربس 400 في سن الـ25، ويرجع ذلك إلى الشعبية الهائلة التي حققها المراسلة الفورية “سناب شات”.
ومع ذلك، واجهت الشركة تحديات أثرت على إيراداتها، حيث أصبحت أموال الإعلانات أكثر ندرة، وقدمت شركة أبل ميزة تسمح للمستخدمين بإلغاء الاشتراك في تلقي الإعلانات المستهدفة. وساهمت هذه العوامل في تراجع الأداء المالي للشركة.
تراجع سهم سناب 16% منذ قائمة العام الماضي، وهبط بنسبة 90% عن ذروته في سبتمبر/ أيلول 2021.
غادر أيضا قائمة هذا العام المؤسس المشارك، بوبي مورفي، والذي يبلغ صافي ثروته 2.3 مليار دولار.
دونالد ترامب
صافي الثروة: 2.6 مليار دولار، انخفاضا من 3.2 مليار دولار
مصدر الثروة: العقارات
قبل عام، كان لدى الرئيس السابق ترامب بعض التفاؤل بأن أعدادا كبيرة من الأميركيين سينضمون إلى منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به “Truth Social”، إلا أن هذا التوقع لم يتحقق. سجل نحو 6.5 مليون شخص فقط على المنصة حتى الآن، وهو أقل بكثير من قاعدة مستخدمي منصة X التي تتجاوز 500 مليون مستخدم.
ونتيجة لهذا الأداء المخيب، شهدت حصة ترامب في ملكية شركة Truth Social، والتي كانت تمثل في الأصل 90% من المنصة، انخفاضًا كبيرًا في القيمة. وقد انخفضت قيمتها من 730 مليون دولار إلى 100 مليون دولار فقط.
كما واجه ترامب تحديات مالية تتعلق بمباني مكاتبه، التي خسرت قيمتها 170 مليون دولار. ومع ذلك، هناك ملاحظة إيجابية في وضعه المالي. نظرًا لانخفاض عدد الأشخاص الذين يعملون في المكاتب أثناء الوباء، تمكن عدد أكبر من الأفراد من قضاء الوقت في لعب الغولف. ونتيجة لذلك، ارتفعت عائدات ترامب من ملاعب الغولف في الولايات المتحدة وأصبحت الآن أعلى بنسبة 30% تقريبًا مما كانت عليه قبل الوباء.
تشارلي إيرغن
صافي الثروة: ملياري دولار، انخفاضا من 4.8 مليار دولار
مصدر الثروة: القنوات الفضائية
شهدت ثروة إيرغن تراجعا كبيرا. وظهر في قائمة فوربس 400 لأول مرة في عام 1997. ارتفعت ثروته إلى ذروتها في عام 2015 لتبغ 20 مليار دولار، لكن صافي ثروته كانت تقدر بأكثر من 9 مليارات دولار قبل ثلاث سنوات فقط.
تقلصت ثروته خلال العام الماضي بسبب الأداء الضعيف لمزود القنوات الفضائية، Dish Network، حيث انخفض سعر سهم الشركة إلى أدنى مستوى له منذ أواخر التسعينيات.
هجر العملاء Dish Network لصالح خدمات البث عبر الإنترنت، وهو ما أثر على إيرادات الشركة وسعر السهم.
في فبراير/ شباط، تعرضت الشركة إلى هجمات إلكترونية ما أثر سلباً على أداء الأسهم وربما زاد من مخاوف الأمان السيبراني.
في أغسطس/ آب، أعلن إيرغن هطة لدمج Dish Network مع Echostar، وهو مشغل آخر للأقمار الصناعية أنشأه في عام 2008، ويُنظر إلى هذا الاندماج على أنه محاولة لتنشيط الشركتين وربما تحسين آفاقهما المالية.
إيرين لودر
صافي الثروة: 2.2 مليار دولار، انخفاضا من 3.3 مليار دولار
مصدر الثروة: إستي لودر
واجهت شركة مستحضرات التجميل الكبرى “Estée Lauder” مجموعة من التحديات الكبيرة خلال العام، حيث انخفضت مبيعات خطوط منتجات العناية بالبشرة ومستحضرات التجميل، ما أدى إلى انخفاض إيرادات الشركة بنسبة 10%، وتراجع صافي الأرباح بنسبة 58% عن السنة المالية 2023.
تسبب ذلك في هبوط أسهم الشركة بنسبة 37% خلال الـ 12 شهرًا الماضية، وهو ما كان كافيا للإطاحة بمديرة التصميم في الشركة، لودر، حفيدة مؤسس العلامة التجارية، بالإضافة إلى ابن عمها والرئيس التنفيذي للشركة، ويليام.
وعلى الرغم من تأثر والدها رونالد وشقيقتها جين وعمها ليونارد ماليا، إلا أنهم خافظوا على مناصبهم.
باربارا تايسون
صافي الثروة: ملياري دولار، انخفاضا من 3 مليار دولار
مصدر الثروة: الصناعات الغذائية
ورثت تايسون جزءًا من ملكية شركة Tyson Foods، إحدى أكبر شركات إنتاج اللحوم في الولايات المتحدة، بعد وفاة زوجها راندال تايسون في عام 1986.
وفي مايو/ أيار هذا العام، هبطت أسهم الشركة إلى أدنى مستوى لها خلال ثلاث سنوات، نتيجة الأداء المالي للشركة الذي كان أقل من توقعات الأرباح، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الجفاف في العام السابق الذي أدى إلى نفوق الآلاف من الماشية.
كان لهذا الجفاف تأثير مضاعف، حيث أثر على سوق مربي الماشية وقلص أرباح تايسون.
انخفضت أسهم الشركة 28% منذ صدور قائمة العام الماضي، ما ادى إلى خروج تايسون – التي لا تزال عضو في مجلس الإدارة وتملك نحو 9% من أسهم الشركة – من القائمة هذا العام.
برنارد فرانسيس ساول الثاني
صافي الثروة: 2.6 مليار دولار، انخفاضا من 3.9 مليار دولار
مصدر الثروة: البنوك والعقارات
نجح ساول في تحويل شركة إدارة العقارات المملوكة لجده، B.F. Saul، إلى إمبراطورية عقارية كبرى في واشنطن العاصمة. ومع ذلك، في العام الماضي، تعرضت ثروته لضربة قوية، إذ انخفضت أسهم صندوق الاستثمار العقاري التابع لشركته، والذي يسمى Saul Centers بنسبة 11%، متأثرة بسلسلة من الارتفاعات في معدل الفائدة خلال تلك الفترة.
بالإضافة إلى ذلك، انخفضت الأصول التي تديرها الخاضعة للإدارة في شركتي إدارة الاستثمار التابعين لساول، Chevy Chase Trust وASB Capital Management، بنسبة 21%، و17% على التوالي. وساهمت هذه الانخفاضات على تقليص ثروة ساول الشخصية بنحو 1.3 مليار دولار.
المصدر : فوربس